راضون بقضاء الله، بصوت خافت متشحرج وبهذه الكلمات البسيطة، بدأ المواطن ص،س حديثه معنا، حيث رأينا العفة في ملامح وجهه والحياء في عينيه التي توشك أن تدمع، فلم يتعود على طلب الحاجة من أحد، لكن جيرانه أبلغونا بعفته ووضعه المعيشي لنقوم بزيارته.
وعن قصة هذه العائلة فإنها تعيش في بيت بناه المواطن منذ عدة سنوات بعد بيعه لقطعة أرض صغيرة ورثها عن والده وتعلق قلبه بها لكن ضيق الحياه اضطره لبيعها وبناء المنزل الذي لم تسعفه أموالها من تكملة بناءه وتشطيبه.
المنزل حالياً بلا أبواب أو شبابيك او مطبخ أو بلاط وغير مهيأ للسكن لكن لا يوجد بديل للعائلة سوى العيش فيه، وخلال جولتنا في المنزل لم نرى دورة مياه، لنتفاجأ أنه وعائلته يضطرون للذهاب لمنزل أمه وأخيه المجاور كلما أرادوا قضاء حاجتهم، وهذا هو الدافع الأكبر لتدخلنا.
ملاحظة /
▪️المواطن من أشد الناس عفةً، ويحفر في الصخر لتحسين وضعه المعيشي، لكن انعدام فرص العمل باستمرار الحصار تسرق أحلام الكثيرين .
▪️المؤسسة كانت عازمة على عدم اطلاق حملة تبرعات في هذه الفترة لانتهائنا منذ فترة قريبة من عدة مشاريع منها الأضاحي، لكننا وجدنا أنفسنا ملزمون بالتعاطف مع العائلة، على الأقل توفير حمام ومطبخ وغرفة تليق بإنسانيتهم.